Monday, May 23, 2011

عن الإنتاج الحربي ومحمد أبو العينين وفلوس الجيش

قبل انتخابات مجلس الشعب اللي فات، رحت أعمل تحقيق صحفي عن استخدام مرشحي الحزب الوطني للجمعيات الخيرية كستار لشراء الأصوات.

كان الاختيار لجمعية أبو العينين الخيرية لعضو مجلس الشعب محمد أبو العينين في الجيزة. قبل الانتخابات بـ3 أسابيع، أنشأت المؤسسة ما يسمي "السوق الخيري" في أرض فضاء ملك للمحافظة. فكرة السوق هي توفير مواد غذائية ومنزلية بأسعار رخيصة ومدعمة لأهالي المنطقة. وفي نفس الوقت، يكون البائعين من فقراء المنطقة ويكون لهم نسبة من الربح.

زي ماتوقعنا طبعا، كان كل البياعين هم ستات شديدي الفقر، أغلبهم مبيعرفش يقرا ويكتب، بيتكلموا بعفوية شديدة، وبيقولوا إن مؤسسة أبو العينين بتحفظهم قرآن وتديهم فلوس وتجمعهم وقت الانتخابات لعمل دعاية لرجل الأعمال في أوقات الانتخابات والمؤتمرات والذي منه. السوق استمر كام أسبوع لزوم الدعاية وانفض المولد وخلصت علي كدة.



الجزء اللي مكتبتوش هو الآتي: جميع السلع الغذائية والمنزلية اللي كانت موجودة في السوق كانت إهداء من مصانع الإنتاج الحربي. الجمعية رفعت يافطة لشكر القوات المسلحة، والقوات المسلحة أمرت بأنها تتشال فورا.

السلع الموجودة في السوق كله قيمتها متزيدش عن 20 أو 30 ألف جنيه. لكن الجمعية كانت بتدعي إن السلع تمنها 100 ألف جنيه، (الفرق بقي كان من عند الجمعية، ولو من عند توريدات الجيش؟؟؟).



طبعا ده بيفتح الباب أمام سؤال منطقي: ليه الانتاج الحربي يتبرع لجمعية ملك رجل أعمال من الحزب الوطني. هل كان ممكن يعمل كدة مع جمعية تنتمي لحزب تاني؟

طب إذا كان المشروع ده أصلا، وغيره كتير، مجرد وسيلة لاستغلال فقر الناس وشراء أصواتهم الانتخابية. مش ده يخلي مصانع الانتاج الحربي شريك في الجريمة؟؟



دي أسئلة مش حنلاقيلها إجابة، والحقيقة إن مافيش إعلام خاص أو قومي يقدر يطرح السؤال أصلا طول ماحنا عايشين في ظل دكتاتورية عسكرية، فيها الجيش أكثر قداسة من الذات الإلهية.



يسقط حكم العسكر

Tuesday, May 10, 2011

القصة الحقيقية للأخت عبير

1- عبير كانت مسيحية أسلمت من 3 سنين. أمام لجنة الأزهر قالت إنها آنسة وليست متزوجة وتم إثبات ذلك في ورقة إشهار إسلامها. إزاي؟ الله وأعلم. ثم قامت عبير بتغيير اسمها الرباعي. إزاي؟ الله وأعلم.

حدث فتنة طائفية غير مفهوم كيفية بدايتها يوم السبت اللي فات، وقال المسلمون المهاجمين إنها مخطوفة في كنيسة مارمينا.

2- الجماعة الإسلامية نشرت علي موقعها إنها كانت متزوجة من مسلم بعد أن انفصلت عن زوجها المسيحي. والجماعة قالت إن أحد أبناء قريتها استدل عليها وبلغ أهلها. وإن أهلها خطفوها وودوها الكنيسة، اللي فضلت ترحلها من مكان لمكان حتي استقرت في كنيسة مارمينا. واستطاعت عبير أن تحصل علي هاتف محمول بطريقة غير مفهومة وتتصل تستنجد بالشيخ الذي أسلمت علي يديه.

3- خرجت عبير بعد نشر الحوار بساعات علي قناة التحرير تقول إنها غير متزوجة من مسلم لأنها مانفصلتش عن زوجها المسيحي. وإنها مستنجدتش بحد ولا حاجة. لكنها أكدت إنها كانت محبوسة في كنيسة مارمينا.

4- اكتشفت الشرطة العسكرية إن الأخت عبير مكنتش محبوسة في كنيسة مارمينا ولا زفت. السبب الحقيقي للهجوم علي الكنيسة هو إن إخوات الأخت العبير ساكنين في شارع المشروع بإمبابة. وهي منطقة مليئة بالصعايدة الهاربين من تار. ما هو سبب قرارهم بالهجوم عليها يوم السبت بالذات؟ الله اعلم.

Monday, May 9, 2011

وقائع ليلة طويلة في كنيسة مارمينا



سلفيون يخططون لاقتحام الكنيسة..وكشف السرداب السري الذي تختفي فيه "الأخت عبير"
بث أحداث الفتنة مباشرة من "لاب توب" في الشارع إلي موقع بالتوك

كتب- أحمد عطية:

رائحة الموت والبارود تملأ الشوارع، ودخان الحرائق يغطي المشهد كله بالأسود الكئيب.

"لا إله إلا الله. بالروح بالدم نفديك يا إسلام".

حوالي 300 مسلم يرددون الهتاف في شارع المشروع في بشتيل بإمبابة، أمام كردون من مدرعات وجنود الشرطة العسكرية. يرتفع الهتاف كلما دوي صوت الرصاص الذي لا يعرف أحد مصدره بالضبط.

منتصف الليل يعلن مرور 8 ساعات من المصادمات الدامية، التي بدأت بوادرها الرابعة مساءا، بعد محاولة دخول بعض أهالي المنطقة من المسلمين إلي كنيسة ماري مينا لإنقاذ مسلمة يدعون أن الكنيسة قد اختطفتها.

الشارع ضيق، والزاوية الملتوية التي يتجمهر فيها للمتظاهرون أمام الكردون لا تسمح لهم إلا برؤية طرف بعيد من برج كنيسة ماري مينا التي يريدون اقتحامها. رغم ذلك يؤكد المتظاهرون أن الرصاص يأتي من داخل الكنيسة.

"دول كفرة ميعرفوش ربنا، وكل الكنايس فيها مخازن أسلحة"، يقول أحد المتظاهرين.

الادعاء نفسه قد ردده صحفي من جريدة يومية مستقلة في مداخلة هاتفية مع قناة الجزيرة مباشر مصر، حيث قال نصا "أن الكنيسة بتضرب نار علي الجيش"، وحين سأله المذيع إن كان رأي بنفسه طلقات النار تخرج من الكنيسة، تهرب من الإجابة بأنه قد رأي "شرارات نارية" عند الكنيسة، وروايات شهود عيان تؤكد أن إطلاق النار كان من داخل الكنيسة.

يزداد المتظاهرون حماسا، وتزداد أعدادهم، ولكن لا تتفق رواية اثنين منهم عن سبب الصدام.

"واحدة مسيحية بتحب مسلم وعايزة تتجوزه، وأهل المسيحية اتخانقوا مع أهل المسلم".

"واحدة مسيحية أسلمت والكنيسة خطفتها"

"واحدة مسيحية اسمها عبير جوزها مسلم الكنيسة خطفتها، ولما جوزها راح ياخدها قتلوه".

"مسلم لف علينا في المساجد وقالنا إن الكنيسة خطفت مراته لأنها كانت مسيحية وأسلمت".

تعددت الروايات والرغبة واحدة، اقتحام الكنيسة لإنقاذ عبير، التي لا يعرف أحد شكلها أو اسمها الكامل أو كيفية الاستدلال عليها. "دي مش أول مرة تحصل خناقة فيها ضرب نار"، يتحدث محمد، طالب جامعي من أهل المنطقة. ينظر محمد بأسي إلي المتظاهرين، مؤكدا ان خناقة عادية قد تحولت إلي مذبحة بالأسلحة النارية بين عائلتين منذ شهر ونصف شهر، في غياب كامل للأمن. أما السبب في فتنة "عبير" كما يروي محمد، فهو أحد أعضاء المجلس المحلي للمنطقة عن الحزب الوطني المحلول. "كلنا شفناه النهاردة وهو قاعد مع كذا أمين شرطة الصبح، والله العظيم هو أول واحد ضرب نار".

بث مباشر
عشرة دقائق مشيا في بعض الشوارع الجانبية المحيطة بالكنيسة كافية للالتفاف حول النقاط الأمنية والوصول إلي باب الكنيسة. يظهر جليا أن الرصاص لا يأتي من داخل الكنيسة ولكن من بعض البيوت المحيطة بها. المسلمون يرددون أن المسيحيين يطلقون النار من العمارات المحيطة بالكنيسة، والمسيحيين يؤكدون أن "السلفيين" قد تحصنوا ببعض العمارات المحيطة بعد أن طردوا أهلها.

المتظاهرون يحيطون بالباب من الناحيتين، فعلي يسار باب الكنيسة بحوالي 30 مترا يردد المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا إسلام"، وعلي يمين الباب بثلاثين مترا أخري يردد المتظاهرون "مش حنسيبهم، مش حنسيبهم". وفي المنتصف يقف شعب الكنيسة المتحفز، ورجال الشرطة العسكرية تحاول تهدئتهم. في المنتصف رجل يحمل "لابتوب" ملئ بملصقات لصور المسيح، مزود بكاميرا وميكرفون موصول بالإنترنت اللاسلكي يفتح من خلاله إحدي غرف البالتوك المسيحية، وينشر علي الهواء مباشرة الهتافات وأصوات طلقات النار. وفي وسط كل ذلك، تحاول مجموعة أن تطفئ بقايا حريق قد اشتعل في محل أدوات كهربائية أمام باب الكنيسة مباشرة. "أنا مسلم، لكن همه مكانوش مفرقين بين حد. الضرب كان علي الكل"، يتحدث ياسر صاحب المحل، قائلا أن المهاجمين قد أشعلوا النيران في سوبرماركت "وادي الملوك" ومحل أحذية وعمارة سكنية مملوكة لمسيحيين، وطالته النيران ودمرت المحل بالكامل بالخطأ أو بالقصد، لا يعلم.

داخل الكنيسة، يعكف بعض الشباب علي تكسير أرضية ساحة الكنيسة وتخزين حجارتها استعدادا لاستخدامها في حالة نجاح المتظاهرين في اقتحام الكردون.

أما ساحة الصلاة، فقد تحولت إلي مستشفي ميداني. الأرض مغطاة بالدماء والشاش والملوث. أطباء ومتطوعين يعالجون عشرات الشباب قد خلعوا النصف الأعلي من ملابسهم لتنكشف وشوم الصلبان علي الأزناد، وصور المسيح أو العذراء فوق الصدور، والجروح النافذة والسطحية من الأحجار والأسلحة البيضاء والرصاص.

بداية الهجوم
جانب المذبح، كان البعض يبكي في صمت وهم يدفنون وجوههم في صورة المسيح والكتاب المقدس، وعلي يسار المذبح تقبع جثة "مدحت" الذي مات بطلقات نارية حية كما يؤكد الشهود العيان.

"مدحت مماتش"، تصرخ "أم مدحت" بهستيريا وهي تبكي بحرقة علي ابنها، الولد الوحيد بين 7 أخوات.

تتشابه روايات المصابين الذين لايفرقون في حديثهم بين "سلفي" و"إخوان" و"شيخ"، فهم يستخدمون الألفاظ الثلاثة لوصف أي رجل ملتح.

أبانوب يقول أنه سمع أن الكنيسة تتعرض للهجوم، فذهب ليري مايحدث، "ولاقيت سلفيين ضربوني بالشلاليت والبوكسات وبصقوا في وشي، وعوروني بمطواة".

أما مينا فيروي أن "مجموعة شيوخ كانوا عايزين يدخلوا الكنيسة بالعافية، ولما صديناهم ضربونا بالمطاوي والطوب، وبعد كدة ضرب النار اشتغل".

الأب هيرمينا يتجول في الكنيسة، يحاول طمئنة من حوله. "دول شوية بلطجية عايزين يقولوا للجيش انتم متقدروش علينا وإحنا حنفرض إرادتنا بالقوة"، يكتفي الأب هيرمينا بهذا التصريح وينشغل في محادثات هاتفية لا تنتهي. أما الأب أبانوب، فبدأ يتحدث إلي المتظاهرين باستخدام ميكرفون سيارة اسعاف أمام الكنيسة، "يا جماعة إحنا إخوات وكلنا أبناء وطن واحد".

الثانية صباحا، يدخل الشيخ بدر والشيخ محمد علي، أئمة مساجد بإمبابة، إلي داخل الكنيسة. يتحدثون في ميكرفون موصول بعدة سماعات خارج الكنيسة، "يا شباب 25 يناير، إحنا أبهرنا العالم كله في 18 يوم. هي دي نتائج ثورتنا؟".

المتظاهرون علي الجانب الأيسر من باب الكنيسة يستجيبون لمحاولات التهدئة، يبدأون في الهتاف "مسلم مسيحي، إيد واحدة" والانصراف تدريجيا، وهو ما كان سخرية للمسيحيين الذين رددوا "دلوقتي بتقولوا كدة بعد ماخربتوها؟ المفروض دلوقتي نقول حصل خير ونسقف للشيخ؟".

عصابة الأربعة
أما المتظاهرون علي الجانب الأيمن لباب الكنيسة، فلم تنجح معهم محاولات التهدئة. بالجانب الأيمن يتناقش 4 من ذوي اللحي الطويلة والشوارب المحفوفة والجلابيب القصيرة، "دول مش أهل ذمة لأنهم ضربوا علينا نار، يبقي لازم نقتحم الكنيسة ونجيب أختنا من جوة".

يتحدث رجل طويل القامة يقول أنه قد جاء خصيصا من مدينة السلام حيث يسكن بعد أن سمع أن "أخوته المسلمين يتعرضون لضرب الرصاص من النصاري". يقول الرجل أن عليهم بعد اقتحام الكنيسة أن يبحثوا تحت السجاجيد والأبسطة عن مداخل البدروم والسراديب السرية التي لاشك أنها المكان الذي سيجدون فيه أختهم عبير، "وممكن تلاقي السراديب دي بتوصل علي بيوت المنطقة اللي حواليها"، يردد آخر.

يقول الرجل الطويل المتزعم للمجموعة الملتحية، "النصاري حاطين بيعملوا أبواب عماراتهم حديد. حلو أوي، خذوا أنابيب البوتجاز اللي عندكم وولعوا فيها جوة العمارة واقفلوا الباب ده عليهم بالجنزير".

تلقي الفكرة استحسانا من المجموعة التي لاينتمي أغلبها للمنطقة، بل جاءوا من عين شمس والزيتون وغيرها من الأحياء بعد أن سمعوا الأنباء من غرف بالتوك. يقول الرجل "كاميليا ووفاء وغيرهم وغيرهم، نساء المسلمين بيتم اغتصابهم وتعذيبهم وكهربتهم جوة الكنايس. يلا بينا". ينادي الرجل علي مجموعة أخري ثم يبتعدوا عن باقي المتظاهرين ويختفون دون أثر.