Monday, August 1, 2011

الدعوة السلفية: الحلقة الأولي- التاريخ والنشأة


قبل أن تقرأ:
-         الجمعة الماضية، 29 يوليو، ظهر "بن لادن" في ميدان التحرير. عشرات أو مئات الآلاف من السلفيين، تميزهم ملابسهم ولحاهم، تظاهروا في الميدان هدفهم "تطبيق الشريعة".
-         يتعامل البعض مع السلفيين كأنهم كائن خرافي ظهر فجأة بعد ثورة 25 يناير، ودون أدني معرفة بتاريخ هذا التيار الممتد من سبعينات القرن الماضي.
-         الهدف من هذه السلسلة هو التعريف بالدعوة السلفية في مصر، هذا الكيان السياسي الغامض الذي يجهل كثيرون تاريخه وأهدافه.
-         تعمدت أن تكون الحلقات مبسطة وقصيرة وسهلة الهضم، مقسمة إلي نقاط مختصرة،  تناسبا مع الحالة الذهنية للقارئ، ولي شخصيا، أثناء صيام الشهر الكريم.
-         حاولت بقدر الإمكان أن أسرد الوقائع والحقائق دون رأي أو تعليق.
-         من باب الأمانة الفكرية، فلابد أن أقول أني علماني أرفض خلط الدين بالسياسة، فلعل القارئ يعذرني إن غلبت علي أهوائي الشخصية دون قصد.

الحلقة الأولي: التاريخ والنشأة

-                   تشير كلمة "السلفية" إلي منهج فكري يدعو للتمسك بحذافير المذهب السني الإسلامي، ومصادره الرئيسية هي القرآن والحديث وحياة الخلفاء والصحابة والتابعين إلي غيرهم ممن يدعونهم "السلف الصالح".
-                   يعتمد هذا المنهج الفكري علي تغليب النقل علي الاجتهاد، ويميل أغلب أتباعه الجدد إلي اتباع المذهب الحنبلي وأئمته علي شاكلة "ابن تيمية" و"القيم بن جوزية"، وصولا إلي ورثيه في العصر الحديث، الحركة الوهابية في السعودية ومن أئمتها "ابن باز" و"ابن عثيمين".
-                   من هنا، فالسلفية تيار أو أيديولوجية واسعة، كالاشتراكية أو الليبرالية، تحوي داخلها عشرات التنظيمات السياسية التي تستخدم تكتيكات مختلفة ولها أولويات متباينة. 
-                   الغالبية العظمي من السلفيين في مصر ليسوا منتظمين في جماعة أوحزب، بل هم ملتزمون بالمنهج الفقهي وأسلوب الحياة والحرص علي ما يسمونه "الهدي الظاهر" أي اللحية والنقاب وغيرها من علامات الالتزام الديني.
-                   ما يعنينا هنا ليس فقه المذهب السلفي الذي من السهل التعرف عليه من خلال متابعة قنوات مثل "الناس" و"الحكمة وغيرها"، ولكننا سنركز علي أكبر تجمع سلفي منظم في مصر وهو ما يسمي "الدعوة السلفية"، وهو أكبر تيار سياسي سلفي نشط، خاصة بعد ثورة 25 يناير.  
-                   أوائل السبعينات نشأت جماعة إسلامية متطرفة تسمي نفسها "الجماعة الإسلامية"، تهدف إلي الانقلاب المسلح لإقامة دولة الخلافة الإسلامية. أشهر أعضائهم بالطبع هو عبود الزمر، قاتل أنور السادات.
-                   عام 1977، اعترض بعض أعضاء الجماعة الإسلامية في الإسكندرية علي أسلوب الصدام المسلح، مفضلين الأساليب السلمية في التغيير القائمة بشكل رئيسي علي التعليم والتثقيف.
-                   كان من أهم هؤلاء الأفراد المنفصلين هم الشيخ ياسر برهامي، الشيخ محمد عبد الفتاح وغيرهم، ويلاحظ أن أغلب المنفصلين كانوا طلبة في كليات علمية مثل الطب والهندسة وعلي مستوي عال من الثقافة والاجتهاد.
-                   عام 1979 قررت المجموعة المنفصلة أن تطلق علي نفسها "المدرسة السلفية" تمييزا لنفسها عن "الجماعة الإسلامية"، واقتصر النشاط الديني لأعضاء المدرسة السلفية علي نشر الفكر السلفي واجتذاب أعضاء جدد. لم تواجه الدعوة مشكلات مع الحكومة لالتزامها بالمنهج السمي ونبذ العنف.
-                   استمرت الدعوة في العمل ونشر أفكارها التي اقتصرت علي الالتزام الديني دون اصطدام بالحكومة ودون نشاط سياسي، وتوسع عدد أعضائها وأصبح لمشايخها شعبية كبيرة.
-                   عام 1984 غيرت المجموعة المؤسسة للمدرسة السلفية اسمها إلي "الدعوة السلفية"، وهو الاسم الذي تحتفظ به حتي الآن، وذلك للإشارة إلي أن نشاطها لم يعد يقتصر علي التعليم فقط، بل تعداه لأنشطة اجتماعية وثقافية مختلفة، نتعرف عليها في الحلقة المقبلة غدا إن شاء الله.  

No comments:

Post a Comment